لا أنت شايفني أحسن منك ، ولا أنا شايفك أحسن مني ..كل واحد شايف نفسه معجزة ومعجب بذاته وفي المرآة القرد يرى نفسه أجمل من عمر الشريف وأحلى من حسين فهمي ..ولذلك يقول الناس ما حدش أحسن من حد ..والمرأة فاقدة معالم االأنوثة تقول لنفسها يا أرض أتهدي ما عليك قدي ..مع أن الجميع ينفر منها ولكنها لا تشعر بمشاعر المحيطين بها..
والحقيقة غائبة.. أيهم الأفضل والأكمل… الطويل أم القصير.. النحيف أم السمين ..الثرى أم الفقير.. محدود الدخل وعم عبده الساعي أم معالي الوزير
كلها أمور نسبية المولود في القصر والمولود في خص بالكفر
كل هؤلاء يتساوون ولا يزيد أحدهم عن الآخر إلا حذاء وقميص وبنطال أو جلباب …
لو خلع كل منهم ملابسه لظهر بواب عمارة الوزير وخادمه أفضل وأكمل جسما من جناب الوزير أبو كرش كبير
الأهبل من يصدق انه أفضل من عم عبده الساعي أو زرنبيح القبيح جامع القمامة ومنظف المجاري
أتصور أن أفضل الناس هو المجنون ..أو من يحمل شهادة معاملة أطفال وليس شهادة دكتوراه .. الكل يأخذونه على قد عقله ..وهل يوجد أفضل من تلك المعاملة التى يلقاها المجنون ..فالبعض يأسف لحاله ويعطف ويشفق عليه ، والبعض يخشاه ويعمل له ألف حساب ويخاف أن يغضبه لأن رد فعله غير محسوب وغير متوقع والأغلبية تستحق أن تلاقى ما تلاقيه من المجانين الذين انتشروا في كل مكان
أنت مجنون ..وأنا اجن منك في نفس الوقت ..ولكن من يرانا في وضع الجنون ..لا يأسف لحالنا ..ولكنه يشجعنا على الاستمرار طويلا..ثم يتركنا ويضحك أو يبصق علينا ..ومع ذلك لا نقر أبدا بأخطائنا ولا نعترف بأننا خرجنا على الخط الأحمر الذي يجب ألا نتجاوزه ..بافتراض أننا عقلاء ..وناس كبار محترمين ..على غير الحقيقة